مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
خربشات فوق الماء...قصة قصيرة
الاتحاد العربى للكتاب والأدباء والمثقفين العرب (منتدى إلكترونى ) :: فئة الأدباء :: منتدى الأدباء العرب
صفحة 1 من اصل 1
خربشات فوق الماء...قصة قصيرة
تناثرت خيوط الصباح فوق صفحة النهر الساكنة،وتهادى النسيم يحمل في طياته أصوات الطيور،الجو صاف،والهدوء المسالم سيد المكان،تعزف البلابل الحان عذبة ،شجية تداعب المشاعر وتخاطب الأحاسيس لتبعث في النفس الصفاء،المنظر خلاب،والأجواء ساحرة،الدنيا مزدهرة والكائنات تسبح شاكرة،كأنها جنة تجلت في الأرض،تختلط فيها البهجة مع الطمأنينة في سيمفونية بديعة من عزف الطبيعة،لتظهر روعة الخلق وبديع الخالق،جلستُ أراقب ذلك المشهد من داخل قاربي الخشبي الصغير ،عندها...حَضِرت من قلب الشمس تجلت،أشرقت،توهجت،جلست بجواري وهدأت،نظرت،تفحصت،وعيناي تأملت،فلمحت الدهشة والانبهار تكبلاني،تجمدت وتيبست أطرافي،ذهلت وعقد لساني،تلاطمت الأفكار في عقلي،لكن سرعان ما برزت الأسئلة الأهم،من هي؟!!وما الذي يحدث هنا؟!! أسقطت الشمس واستقرت في قاربي؟!!ما هذا الوهج؟!!ما....قبل أن يكمل عقلي السؤال التالي اتخذت قراري بالتحدث لفهم الأمر،دخل الشهيق إلى صدري وقبل أن يخرج الزفير بالكلام،وضعت إصبعها على شفتاي وهي تبتسم،ثم أشارت إلى صفحة الماء،وبدأت تداعبها بيديها،أشارت بعينها أن انظر إلى يدي،نظرت وترقبت فخطت على الماء"اعرف ما يجول بخاطرك،وأعلم بما تفكر،لا تتعجل وأمضِ معي في رحلة عجيبة تنسيك ماضيك وحاضرك"،قلت لها بصوت خافت يغلب عليه الحيرة"الماضي ...مضى،والحاضر...يمضي،ولا يشغلني الآن غيرك، من أنتِ؟!!" أشارت إلى صفحة الماء مرة أخرى وكتبت "أنا، ما كنت تنتظر،وما حلمت به،أنا، كل ما تتمنى وتحلم"،زادني كلامها حيرة وشعرت بالتيه مع أني استمتع برفقتها،والغريب في الأمر أني لا أعلم من هي؟ أو ما هي أو....،دعنا لا نستبق الأمور، لعلها مغامرة العمر، اختلطت الأفكار في رأسي،واختلفت أولويات تفكري،واضطربت مشاعري فعدت من جديد للسؤال لكن بأسلوب مختلف،ما اسمك؟...خطت:سلوى،قلت: اسم له في النفس رنين،ابتسمت وخطت:أعلم...فأسمائي عديدة تختلف باختلاف السائل!قلت مستفسراً:كيف؟!،خطت:عند البعض صفاء وعند البعض نشوى أما أنت...فلك سلوى!،زادت كلماتها حيرتي ،وعمقت دهشتي!،فقررت أن أضع حداً لكل هذا اللغز،قلت بحزم:ماذا تريدين مني؟!خطت:بل أنت الذي تريد،قلت بسخرية:إذن ماذا تراني أريد؟!،خطت:كل شيء!،قلت: لماذا؟!،خطت:لأنك عجول! فالصبر فضيلة، ومن صبر نال،قلت في ضيقة:أصبر على ماذا؟!،ابتسمت وخطت: أرأيت! ألم أقول لك إن الصبر فضيلة،قاطعتها: نعم، ومن صبر نال ...لكن كيف لكِ أن تعلمي ماذا أريد وكيف أريده وكيف أناله؟ بالله عليكِ من أنتِ؟ ولِمَ أنا؟ وما تريدين من رجل يحاول الاسترخاء بعيداً عن همومٍ تتراكم عليه دون ذنب،أيعقل أن مجرد الرغبة في الراحة حتى لبعض دقائق في هذا العالم القاسي مطلب كبير يحتاج لتدابير وصبر وروية؟!!!الرحمة!...قد بلغ منا الأسى ما بلغ،وطالعتنا المصائب من حيث لا ندري... ،دعكي مني،خطت:اعلم ما أنت فيه،واعلم لما أنت فيه،فلتنسَ للحظة كل العالم من حولك، ولتكن في لحظة ملك في عالم آخر حيث لا عذاب ولا ألم،قلت مرتعباً:هو الموت إذن!، علمت انه قادم في عجلة لا محالة...لكن في الموت عذاب وألم، ترى عن ماذا تتحدثين؟! أخبريني بأسلوب مباشر ودعكي من الألغاز فلم يعد لدي عقل يفكر ولا بصيرة تتأمل،أماءت برأسها ومالت على صفحة الماء تكتب:قد جئت لك حاملة أمل، فبعد كل عسرة يسرة وما بعد الضيق إلا الفرج ولكن...عامل الزمان والمكان مجهول، فقد تطول بك المحن قبل أن تزول، وقد تباغتك المنية فتصبح من سكان القبور، لكن تأكد أنها لن تدوم، فلكل شيء نهاية،ونهاية كربك محتومة،قلت وأنا الملم معاني ما كتبت:هذا فيما يخص الكرب وماذا عنك أنتِ؟!،ضمت يدي بيديها،ووضعت رأسها على صدري وهمست في أذني :اترك الآن ما كان وما سوف يكون ولنعيش هذه اللحظة،كلمات كان لها وقع السحر في نفسي فصوتها العذب يتغلغل في الفؤاد من حيث لا أدري،نسيت العذاب والألم،نسيت حتى من أنا ولم أتذكر غير سلوى،حورية تركت الجنة لتسكن بين ذراعي،أو قد دخلتُ الجنة من باب خفي،أو متُ وأنعم ربي عليّ،لا فبالتأكد أنا حي! فما زالت قدمي تؤلمني من إصابة علقت بي من أحداث الأمس الدامي، أغلقت عينها فضممتها لصدري،وسحرنا وتسامرنا فوق القارب الوردي،أحسست بالأمان لأول مرة من زمن ،مرت علي أيامه كأنها دهور ثقيلة،غفوت واستسلمت لحنانها ،ودفئ صدرها ونعومة الوجنات النضرة بلون زاهي بهي،وعند الشروق بشعاع الشمس الذهبي تلاشت من بين يدي، كأنها خيال ذاب في الكون الواسع خلف الشمس في عالم خفي لا علم لي به ،ناديت عليها،فتشت عنها، فلم أجد ألا كلمات على صفحات الماء " ألم أقل لك لكل شيء نهاية لكن لا تحزن فنهايتك الحتمية الموت بصدري"،فقلت في نفسي مرحباً بالموت يا سنين العمر الضائعة كما الكلمات فوق الماء ذابت،لا يعلم عنها إلا اثنان، ذهبت هي وبقيت أنا الملم المعاني من صفحة شفافة لقلب واعد أبيّ.
تمت
مازن دحلان- رئيس رابطة الأدباء العرب وعضو مجلس الإدارة بالمنتدى
- عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 24/04/2011
العمر : 51
الموقع : غزة/ فلسطين
الاتحاد العربى للكتاب والأدباء والمثقفين العرب (منتدى إلكترونى ) :: فئة الأدباء :: منتدى الأدباء العرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يوليو 22, 2012 11:07 pm من طرف عباس صالح
» قصيد : العودة
السبت مايو 26, 2012 7:56 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» قصيد : موسى عليه السلام
الأربعاء أبريل 18, 2012 6:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» تجرعت كاس الهوى
الإثنين أبريل 09, 2012 9:43 pm من طرف عباس صالح
» عديت على بيت حبيبتى
الإثنين أبريل 09, 2012 9:39 pm من طرف عباس صالح
» قصيد المرفأ الأخير
الإثنين أبريل 02, 2012 6:55 am من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» كَـحَّلْتُ عَـيْـنَـيْكِ ..!! للشاعرحسين حرفوش
الأحد أبريل 01, 2012 12:24 am من طرف الشاعر حسين حرفوش
» اناجيك يا بلدي بقلم ا/ بلال علي الديك
الجمعة يناير 13, 2012 10:26 am من طرف االاديب بلال علي الديك
» الحب الضائع الجزء الاول
الأربعاء يناير 11, 2012 5:23 am من طرف عباس صالح